لقد أجريت مقابلة حصرية مع الشيخ أبي أنس المصري في الفترة الاخيرة حيث سألته عن عدة أمور منها مستقبل الجهاد في الساحة الشامية ووضع الجهاد العالمي. وبمناسبة اطلاق عمليات <<نبع السلام>> من قبل تركيا وحلفائها من فصائل <<الجيش الوطني>> ضد ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد), طلبت من الشيخ ان يعطيني رائه عن هذه العمليات. فسالته هذين السؤالين
هل تفيد هذه العمليات المسلمين في الشام?
هل تفضل انتصار الاتراك على قسد?
فكتب الشيخ مقالة طويلة عن الامر واقدمها لكم.
الحرب التركية الكردية
والتدبير الإلهي للمستضعفين
الحمد لله القوي القهار العزيز الجبار
مكور الليل على النهار
الذي بمفرده قدر الأقدار
وأودع سننَه في كونه لايردها رادّ
تمضي بلطف مُضيِّ الزمان والاعمار
سبحانه يخلق مايشاء ويختار
ماكان لهم الخيره
لاغالب لامره ولامعقب لحكمه
بيده تقليب الليل والنهار
وهو الذي سخر البحر لتجري الفلك فيه بامره وهو الذي سخر الانهار
وهو الذي سخر الشمس والقمر دائبين وهو الذي سخر الليل والنهار
وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار
ثم اما بعد:
فنقول وبالله التوفيق:
قال الله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" [العنكبوت : 41] فهذا مثَل ضربه الله للناس في كتابه المنزل القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه .. لعلهم يعلمون ويعقلون ويتفكرون.
فالصورة التي تسأل عنها لها جوانب
أبرزها إشغال الله جل وعلا أعداءَنا بأعدائِنا وتدبير الله عزوجل لنا
هاهي أمريكا تخرج و تنسل انسلال الحية المطعونة من زوايا سوريا خروجا مريبا
ينبيء عن انحسار للهيمنة وينبيء عن انكماش بعد انتفاش وعن ضعف في القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية وعن تراجع في الغطرسة تخلله خلافات معلنة ماكنا نراها إلا عند الدول الصغيرة الضعيفة التي أشغلها الله بنفسها تدل على تفكك الإدارة واضطراب في آلية اتخاذ القرار ، والعجيب أن الاعتراض جاء هذه المرة من داخل الإدارة الأمريكية نفسها لامن الخصوم ؛ بقرار يبدو انفرادي من رئيس أهوج اعوج بحجة رجوع أولاد الأمريكان سالمين إلى ارض الوطن ، وأنه كان لابد أن يُشكر بدلا من الإعتراض عليه، ولكننا نظن أن هذا القرار طبخ في مستوى أعلى من مستوى الإدارة التي تحكم أمريكا جاء من صانعي القرار الإستراتيجي والكيان الذي يحكم من وراء الكواليس والذي هو فوق منصب الرئيس وكل رئيس
وما يكون الرئيس أيا كان الرئيس إلا ترجمة لقرارات هذا الكيان المسؤل عن درجة ثبات الاستراتيجيات وسيرها في طريق مدروس لا يخرج عنه أي رئيس
فيريدون ان يُظهروا لنا أن قرار الإنسحاب الجزئي جاء أختياري ولو ظهر وكأنه اختيار اعوج عن طريق رئيس أهوج غير مَرضيٍّ عنه
ولكن الذي يبدو لنا أن خروج أمريكا الجزئي من المعادلة السورية كان خروجا اضطراريا رغما عن "رجسة الخراب" المتغطرسة المنتفشة بالباطل
فبعد نقل مركز القيادة الجوية الأمريكية من قطر إلى ساوث كارولينا
وفي السياق ذاته، قال قائد المركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية فريدريك كولمان: "إن إيران ألمحت عدة مرات من خلال مصادر متعددة إلى عزمها مهاجمة القوات الأمريكية، وبصراحة، مع تراجع الحرب ضد تنظيم (داعش) ومع استمرارنا في العمل من خلال عملية سلام محتملة في أفغانستان، فإن المنطقة بدأت تهدأ وربما ستكون أكثر استقرارًا مما كانت عليه منذ عقود باستثناء إيران".
(طبعا فريدريك يبرر التراجع المشؤم عليهم ويظهره في صورة مبررة منطقية ولكن ينضح منها قطعا الإنحسار ويقطر منها الذل ويتطاير منه الريش المنتوف)
وبعد السعي الحثيث لإحداث السلام في افغانستان واللهاث وراء طالبان للتسريع بعملية السلام والتي اظهرت أمريكا خارجة خروج المنهزم رغم أنفها مهما حاولت من تجميل الإتفاقية بينها وبين طالبان والتي يبدوا انها أُرهقت هي الأخرى من الحرب فوازنت بالمشاركة في عملية التجميل تلك لتساعد أمريكا على إحداث وإعلاءالهمة في المسارعة بالخروج تاركة من خلفها حلفاءَها ليلاقوا مصيرهم الاسود .
هاهي مرة أخرى تخرج من المعادلة السورية أو تكاد؛ متخلية عن وعودها تاركة حلفاءها الأكراد يلاقون مصيرا صعبا .
ولتؤكد هذه التخليات عن الحلفاء ما قاله ماكفورك الذي جاءت استقالته بعد أيام قليلة من استقالة وزير الدفاع والعدل الأميركيين في شهر ١٢ من العام المنصرم ؛ وهو مبعوث واشنطن للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة ، حيث قال : (نتائج عدم الوثوقية بالبيت الابيض ستكون لما هو أبعد من سوريا، وستقلل من قيمة "المصافحة الامريكية". ترامب قال اننا سنحارب تنظيم الدولة ان عاد للظهور، لكن مع من سنحاربه؟ من هم الحلفاء الذين سيقبلون ذلك؟ من سيقاتل مقابل ضماناتنا؟)
ماكفورك الذي أعلن صراحة أن استقالته جاءت بسبب قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات من سوريا ...
القرار الذي تأخر لحفظ ماء وجه "رجسة الخراب" أمريكا كما جاء وصفها في آثار أهل الكتاب وكتبهم ..ومع ذلك برزت تصريحات الأهوج ترامب لتلمح بل تصرح بانحسار الهيمنة الامريكية بل تنبيء عن نَفَس إنهزامي إذ يقول ترامب يوم الاثنين ٢٠١٩/١٠/٧ : إنه حان الوقت لإعادة الجنود الأمريكيين والخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها وكثير منها قبلية.
وعلق ترامب كذلك على قرار إدارته بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، قائلا إنه "من المكلف للغاية الاستمرار في دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة التي تقاتل فيها داعش".
وقال ايضا في سلسلة من التغريدات عبر صفحته الخاصة على "تويتر": "قاتل الأكراد معنا، لكن تم دفع مبالغ ضخمة من المال والمعدات للقيام بذلك.
وقال:حان الوقت بالنسبة لنا للخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها وإعادة جنودنا إلى الوطن".
ونحن نقول: هل آن الأوان أن تعود أمريكا بجيشها وغطرستها إلى جزائرهم كما نصحهم مجدد الجهاد الشيخ أسامة بن لادن
لكن لما نصحهم بن لادن في حينه لو أخذوا بنصيحته لخرجوا من بلادنا وعادوا لجزائرهم بعزة..لكن أراد الله لهم الذلة ولسوف يعودون لجزائرهم ولسوف يغزوهم المسلمون حتى يتحقق قول الذي لاينطق عن الهوى:، في ما رواه الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، إلا أدخَله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلامَ، وذلًّا يُذِلُّ الله به الكفر)؛ رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، وصحَّحه الحاكم والعلامة الألباني.
ترك امريكا للاكراد يواجهون مصيرهم بعد ان اعتمدوا على تحصنهم ببيت العنكبوت ورجسة الخراب.
حتما هو في الزمان المقدر بإذن الله ليدبر الله أمر أوليائه
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.)
أردوغان!!!
فذهاب اردوغان العلماني المرتد الفاجر الفاسق عن دين الإسلام المشرع من دون مَن له حق التشريع وحده وهو الرب المالك سبحانه ، لقتال الاكراد في هذا الوقت سيجعل الله فيه الخير بفضله وبرحمته
واعتقاد اهل السنة ان مقادير الله كلها خير
فقتال الاتراك للملحدين فيه تخفيف قبضة الملحدين البكك على اهل السنة في هذه المناطق وهذا من الخير
فافعال هؤلاء الملحدين قد وصلت الى حد بعيد يعلمه الكثير الآن من المتابعين فلا داعي لذكره لانتشاره
وتخفيف قبضة الملحدين وهزيمتهم لعله يكون سببا لفكاك المسلمات اللواتي ضعف المسلمون عن فكاكهن وقصروا
كما أن انشغال الاتراك المرتدين بقتال هؤلاء الملحدين قد يشغلهم عن تواجدهم في نقاط المحرر في الشمال الغربي إدلب وما حولها
مما قد يمكن المجاهدين من بدء حملتهم على الاتراك في هذه المناطق والذي نرة إن بدأ سيكون له اثره السلبي الكبير على الإحنلال التركي الكافر المجرم لمناطقنا
وأثره الإيجابي على جهادنا ..دواما وتوسعا
فنحن نرى هذا القتال من باب تدبير الله عز وجل لأهل دينه بإشغال الكافرين بالكافرين
فهذه العملية سيكون فيها الخير للمسلمين السنة في الشام إن شاء الله على المدى البعيد وفي إدلب على المدي القريب
ولايفهم من اننا نتلمس الخير لصالح المسلمين من هذه المعركة اننا نجيز المشاركة فيها بحال من الاحوال ولا بشطر كلمة.
اما سؤالك : هل تفضل إنتصار الاتراك على قسد ؟
فأقول: اظن مما سبق عرف الجواب
واقول رغم تكالب الاعداء باختلاف صورهم والوانهم وعداواتهم إلا انه لم يضرنا نحن اهل السنة في الشام مثل ماضرنا الاتراك العلمانيون المرتدون ففي سبيل مصلحة تركيا العلمانية.
باع أردوغان المرتد المجرم قضية سوريا ولم يكتف بالبيع بل تآمر مع جميع الاطراف علينا بكل صورة
مرة بتلبية طلبات سيده الامريكي
ومرة بتلبية طلبات سيده الروسي
ومرة بقيامة بخدمة الأمم الملحدة بكونه ضامن لتنفيذ مقررات الامم الملحدة
ومرة بتدعيمة للفصائل الخائنة لتعينه في الخيانة
ومرة ببناء الجدار الكونكريتي طمعا في اجزاء كبرى من الحدود
فالإجابة على سؤالك بقولنا:
اللهم اهلك الظالمين بالظالمين والملحدين بالمرتدين والكافرين بالكافرين ودبر لنا يارب العالمين .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.