كما تم التوثيق في النظام الداخلي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد), فانّ لواء الشمال الديمقراطي هو مكون من مكونات قسد الأساسية. من جانبي كنت مهتم بتاريخ هذا اللواء لانه يستعمل راية سوريا سابقة يعلقها عوام الناس بما يسمى بالمعارضة السياسية وفصائل << الجيش الحر>> والتي تعادي قسد. فطلبت من الناطق الرسمي للواء الشمال الديمقراطي ان يزودني بالقصة عن تاريخ اللواء وإنجازاته. واليكم القصة كما جاءت.
بعد مرور عقد من الزمن شهد اندلاع أحداث ثورة سلمية في سورية والتي شهدت حراكا شعبيا واحتجاجات واسعة في كافة المدن والقرى السورية ،طالبت بالتغيير السياسي والديمقراطية والحرية بعد عقود من الاستبداد السياسي وحكم الحزب الواحد ،لكن الثورة السورية واجهت قمعا أمنيا شديداً ،وجرت عمليات قتل واعتقالات واسعة ،زادت من حالة الاحتقان الشعبي وتطورت الأمور إلى تدخل الجيش السوري بسلاحه وعتاده ،من طيران حربي ومروحي وسلاح الدبابات والمدفعية ،مما حول الثورة السلمية إلى صراع مسلح ،وتشكيل الجيش الحر من ضباط وأفراد انشقوا عن الجيش السوري بسبب القوة المفرطة والعنف الدموي ،واستخدام الفرق العسكرية للقضاء على الثورة السورية ،وقد جرت مواجهات ومعارك مسلحة بين جيش النظام والجيش الحر بعد انشقاقات وانقسام الجيش السوري جراء ما حدث.
مما عقد المشهد في سورية فالثورة السورية التي اندلعت إثر قيام ثورات عديدة شهدها الشرق الأوسط ،وشملت عدة بلدان عربية منذ نهاية العام 2010 في تونس.
ولكن سورية ،وبحكم الموقع الجيوسياسي والجغرافي الهام ،تعرضت لتدخلات إقليمية ودولية.
وتحولت إلى حلبة صراع ونفوذ دولي واقليمي
وعبرت إليها قوى الإرهاب والتطرف بسبب حالة الفلتان الأمني عبر حدودها ،لتتحول إلى مستنقع عاثت فيه الجماعات الجهادية والمتطرفة ،فينما أعلن الإرهابي أبو بكر البغدادي في مدينة الموصل العراقية إعلان قيام دولة الخلافة لتنظيم داعش ،فقد تم إعلان مدينة الرقة السورية عاصمة لهذه الخلافة المزعومة.
وذلك بعد أن قام تنظيم داعش باحتلال مساحات جغرافية كبيرة في غرب العراق وشرق سورية ،وارتكب جرائم وفظائع إرهابية من قتل وسلب ونهب للقرى والمدن التي تم اجتياحها منذ تأسيس التنظيم العام 2014.
إضافة لعمليات السبي والاغتصاب الذي طال النساء والفتيات والأطفال في مشهد مخيف روع الكرة الأرضية بأسرها.
أما في غرب سوريا فقد تشكل تنظيم لا يقل ارهابا وتطرفا عن تنظيم داعش ،فقد أعلن أبو محمد الجولاني تأسيس جبهة النصرة الإرهابية وامتد تنظيمه من شمال غرب سورية حتى جنوبها ،يضاف قيام تنظيم الإخوان المسلمين من تأسيس تنظيمات أحرار الشام وفيلق الشام وصقور الشام ،مما أدى إلى نهاية الجيش الحر بكافة فصائله والقضاء عليه ،وأنضم أغلب مقاتليه إلى التنظيمات المتطرفة ،أو إلى الجيش الوطني المتواجد في الشمال السوري والذي تديره الاستخبارات التركية وحولته إلى جيش مرتزق
قاتل في ليبيا واذربيجان ... وأصبحت مهمته تنفيذ أطماع ومصالح التركية في الشرق الأوسط والشمال السوري.
وأمام كل هذا المشهد المعقد والمتشابك ،شهد العام 2015
تشكيل الولايات المتحدة ودول من مختلف أصقاع العالم. للتحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق وسورية ،لمواجهة قوى التطرف والإرهاب وعلى رأسها تنظيم داعش
للحفاظ على السلم والأمن العالمي.
وكما شهد العام 2015 تدخل روسيا الاتحادية عسكريا في سورية ،لمنع انهيار الدولة السورية بعد عجز النظام السوري عسكريا وأمنيا عن ضبط الأوضاع في سورية رغم تدخلت جمهورية إيران الإسلامية عبر إرسال مستشاريها وضباطها ومقاتليها وميلشياتها الطائفية من حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية والافغانية والباكستانية ،مما أجج الصراع في سورية وزاد في تفلت الأمور وخروجها عن نطاق السيطرة.
وقد كان القرار الأمم المتحدة الخاص بسورية 2254 الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع في نهايات العام 2015.
بارقة أمل لحل سياسي منشود ،مازال السوريون يأملون بتطبيقه حتى تعود سورية إلى وجهها الحضاري ودورها الريادي في الشرق الأوسط.
في خضم كل ما جرى :
أعلن الرفيق "أبو عمر الادلبي" تشكيل لواء الشمال الديمقراطي في بداية العام ٢٠١٥ من عناصر وطنية كانت سابقا في تشكيلات ثورية وطنية في محافظة ادلب ضمن "جبهة الإنقاذ الوطني"
بعد أن قامت فصائل جهادية متطرفة دعمتها ومولتها الدولة التركية بملاحقة وتصفية الفصائل الوطنية ،الأمر الذي أدى الى تهجير عناصر وعوائل لواء الشمال من محافظة ادلب
وقد تعرض أثناء ذلك الكثير من المقاتلين الوطنيين للقتل والاعتقال والملاحقة.
و تم تهجير القسم الاكبر منهم مع عوائلهم ،الأمر الذي ساهم في إفراغ الحراك الثوري من مضمونه ،وهيمنة قوى التطرف والإرهاب على المشهد.
وأدى ذلك ليكون ذريعة لتدخل لروسيا مع النظام السوري ،للسيطرة على المناطق المحررة وإعادتها لسيطرة النظام السوري بعد هيمنة الإرهابيين عليها.
لذلك الكثير من عناصر لواء الشمال الديمقراطي
وفي مقدمتهم
"الرفيق ابو عمر الادلبي" اتجهوا الى مناطق ريف حلب الشمالي و هناك وجدوا ترحيب كبير من الفصائل الثورية المتبقية على موقفها ونضالها الوطني.
مما ساهم بهيكلة "لواء الشمال الديمقراطي"
بشكله الحالي.
والذي يضم في صفوفه مقاتلين من محافظات ومدن:
إدلب و حلب و دمشق و اللاذقية.
شارك اللواء منذ تأسيسه بمعارك كثيرة ضد التنظيمات الإرهابية ،وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي
في معارك تحرير مدن و قرى إقليم الشهباء
شمال محافظة حلب.
وشارك لواء الشمال الديمقراطي في الدفاع عن إقليم عفرين ،قبل احتلالها من تركيا بعد شن عدوان عليها مع المرتزقة من فصائل الجيش الوطني السوري.
ولواء الشمال الديمقراطي هو أحد تشكيلات قوات سورية الديمقراطية الأساسية ،وساهم معها مدعوما من التحالف الدولي في تحرير مدن وقرى منبج و عين عيسى و الرقة و كانت آخر معارك لواء الشمال الديمقراطي في القضاء على آخر جيوب تنظيم داعش الإرهابي في "الباغوز"
وخاض لواء الشمال الديمقراطي ضمن قوات سوريا الديمقراطية معارك في الدفاع عن شمال شرق سورية أثناء الاجتياح والعدوان التركي وفصائل الجيش الوطني المرتزق أواخر العام2019 ،واحتلالهم لمدن وقرى رأس العين وتل أبيض.
وقد شاركنا ومازلنا في الكثير من العمليات الأمنية ضد ما تبقى من خلايا وتنظيم داعش من الذئاب المنفردة ،بعد أن تم القضاء على التنظيم الإرهابي عسكرياً.
أما اليوم فإن لواء الشمال الديمقراطي يخوض معارك ومواجهات في الدفاع عن مدينة عين عيسى والمدنيين العزل ، في وجه الاعتداءات المتكررة من فصائل الجيش الوطني المرتزق والمدعوم من تركيا.
خلال مسيرة لواء الشمال الديمقراطي ،في حربه على الإرهاب والدفاع عن المدنيين في سورية
قدم اللواء"46"شهيداً من أبناء سورية الوطنيين المخلصين والعشرات من الجرحى والمصابين.
لواء الشمال الديمقراطي وكونه أحد سبع تشكيلات
أسست في العام 2015 قيام وإعلان
"قوات سوريا الديمقراطية"
ينتشر عبر عدة أفواج عسكرية مايقارب 1200 مقاتل على كامل مناطق شمال وشرق سورية في كل مدنها وقراها ، للدفاع عنها والحفاظ على السلم والأمن
من كل عدوان خارجي أو إرهاب يستهدف المدنيين السوريين من كافة الأطياف والقوميات.
وكون لواء الشمال الديمقراطي ،يضم مع أفراده المقاتلين عوائلهم من زوجات وأبناء وأقرباء.
لذلك يشارك أغلب المدنيين من عوائل مقاتلي لواء الشمال الديمقراطي في مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ،في المجالات كافة ،السياسية والاجتماعية والتنظيمية.
وبذلك اكتسبوا خبرة من التجربة الديمقراطية المميزة ،ويتطلع جميعهم إلى نقل خبراتهم وتجربتهم إلى محافظة إدلب التي هجروا منها بعد تحريرها من قوى التطرف والإرهاب يوماً ما.