[مقدمة الناشر: أيمن جواد التميمي]: لقد وثقت في فترة سابقة تجارب بعض اللاجئين العراقيين الذين يقيمون في منطقة ريف حلب الشمالي القريبة من الحدود مع تركيا وكان ذلك عن طريق مقابلة مع واحد منهم. وخلال هذه السنة لقد تعرفت على لاجئة عراقية اخرى كانت في المنطقة وفي الفترة الأخيرة عادت الى وطنها فصارت الآن عائدة. وفي مقالة خاصة بموقعي هي تكتب عن تجاربها مع صور خاصة من رحلة العودة الى العراق.
[بقلم ميعاد مصطفى]
انني لجأت من العراق بتاريخ ١٨ يناير عام ٢٠١٦ بعد حصار دام سنتين بمناطق يسيطر عليها تنظيم داعش. انا اصلا من الانبار مدينة حديثة وخرجت من مدينتي بعد ما داعش حاصر المدينة وصارت حالات جوع وكان هنالك اطفال يموتون. بعد ما ضاق علينا الوضع و صار الحصار لجأنا الى المناطق الغربية التي هي مدينة القائم الحدودية مع سوريا, آملين ان نجد طريق عبر الحدود السورية الى الحدود التركية ومن ثم الدخول الى تركيا. وصلت الى ريف حلب الشمالي بتاريخ ١٨ يناير عام ٢٠١٦: الى مخيم الايواء او مايسمى بمخيم الصناعة وبقيت فيه لمدة ثلاثة اشهر. ومن بعدها انتقلنا إلى مخيم ايكدا الحدودي مع تركيا.
الحياة كانت صعبة اكيد بسبب سوء الاوضاع المعيشية. كانت الناس تعيش على مساعدات المنظمات. وهذه المساعدات ما كانت تسد الحاجة. والمساعدات كانت عبارة عن مواد غذائية وكانت الفترة الفاصلة بين التوزيعات طويلة: يعني بين توزيع وتوزيع آخر كانت حوالي ٦٠ يوماً. واكثر النساء المغتربات اللاتي هن ارامل حيث خطف التنظيم [داعش] ازواجهن او قتلهم فانهن كن يشتغلن بقطاع الزراعة باجور قليلة جدا بحيث لا تكفي لوجبة باليوم.
كان العراقيون في المخيمات من مناطق مختلفة: الانبار وصلاح الدين وديالى الموصل والاغلبية هم تلعفر تركمان العراق. وكانت العلاقات بيننا عادية.
لم تكن الخدمات العامة جيدة. الكهرباء ماشفناها طوال فترة معيشتنا بالمخيم. كان الماء يأتي الينا عن طريق سيارات. كنا عايشين على الواح الطاقة الشمسية. والذي لم يستطع ان يشتري لوح طاقة كان عائشاً على ضوء اللايت العادي. وكان يُفَرّغ الماء بخزانات ماء ونحن ننقله عن طريق جلكانات او دبات.
كان بعض السوريين جيداً وعاملنا بشكل جيد وآخرون لا, ولكنك تستطيع ان تقول ان معظم السوريين عاملونا بشكل جيد.
في الفترة الاخيرة عدت الى العراق عن طريق رحلة طوعية من مكتب الهجرة والمهجرين في السفارة العراقية في تركيا. اكيد الحياة بالعراق افضل من الغربة. اصلا نحن كنا مدفونين ونحن على قيد الحياة بمعيشتنا في الغربة.
اخيرا اود ان اوجه رسالة الى الحكومة العراقية والسفارة العراقية في تركيا. اوجه اليهم كلمة شكر على جهودهم المبذولة من اجل اللاجئين في الغربة. واتمنى منهم ان يحاولوا جاهدين لإعادة كل لاجئ مغترب وخاصة اللاجئين العالقين في الحدود السورية التركية لان هذا اسوأ مكان انا اعتبره.