لقد ترجمتُ عدة بيانات من جماعة أنصار الإسلام على هذه المدونة وأخبرت الجماعة عن الترجمات التي قمت بها وطلبت مقابلة إعلامية منها ووافقت الجماعة على المقابلة وأرسلت إليها اسئلتي. واليوم إستلمت الأجوبة فانشر المقابلة كما هي. واليكم المقابلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
س1- لو تتكلم عن تاريخ جماعة انصار الاسلام في بلاد الشام منذ بداية الثورة إلى الآن؟ بامكاننا أن نقول إن قيام جماعة 'الدولة الاسلامية' كان كارثة لجماعة انصار الإسلام في بلاد الشام؟
جواب السؤال الأول:
بالنسبة لهذا السؤال فالجواب عليه من شقين؛ أما الشق الأول عن تاريخ الجماعة في بلاد الشام:
في البداية نحن نرى بلاد الشام بمنزلة البلد الموطن ولانؤمن بالحدود المصطنعة الموضوعة بين بلاد المسلمين ومنذ جهادنا في جبال كردستان ثم دخولنا لعمق العراق لم ننقطع من الاستفادة عن بلاد الشام لرفد الجهاد العراقي بما يلزم من دمشق ولبنان وغيرها. ومع بداية حركة الجهاد في الشام التي هي امتداد للحركات الجهادية السابقة التي نشأت للتخلص من هيمنة الكفار ووكلائهم على بلاد المسلمين، تحركنا بما يخدم المسلمين في الشام لدعم جهادهم بما نستطيع نصرة للمظلوم ومساهمة في قضيتنا المشتركة، فمنذ البدايات كان لنا سهم كبير في التخطيط والتدبير في دمشق وريفها وأطرافها؛ فقام الإخوة في الجماعة بفتح دورات في جميع مجالات العمل الجهادي لكثير من الجماعات التي تم تشكيلها آنذاك، وبسبب ذلك النشاط اعتقل منا إخوة كوادر و قتلوا -تقبلهم الله-، ومانشرناه قبل أيام من سيرة أخينا أبي أنس العراقي تقبله الله نموذج من تلك النماذج المشرقة التي لم نذكرها مراعاة لظروف أهاليهم. ثم بعدها توزعت نشاطات الإخوة على مناطق حلب والحسكة والرقة وغيرها انتهاءا بريف إدلب والساحل اليوم، نسأل الله الثبات والاستقامة والقبول والتوفيق.
أما بخصوص الشق الثاني ما يتعلق بآثار إعلام ما يسمى (الدولة الإسلامية ) أو(الدواعش) فإن آثارهم السلبية على الجهاد لحقت بالأمة عامة وليست بجماعة أنصار الإسلام فحسب قبل إعلان الدولة وبعده ولو بنسب مختلفة لكن بفضل الله وحفظه لدينه فإن الأمة قد لفظّتهم بسبب ما شذوا به عن الأمة وخالفوا به أهل الإسلام.
وهكذا ديدن أهل البدع والفجور من قديم، وموقف أهل الإسلام منهم ليس بجديد والحمدلله رب العالمين.
س٢. ما هي أهم المعارك التي شاركت فيها جماعة أنصار الاسلام في بلاد الشام وما هو عدد الشهداء؟
جواب السؤال الثاني:-
فقد أنعم الله علينا بأن شاركنا في معارك كثيرة منها معارك في دمشق العاصمة وأريافها و معركة تحرير الرقة ومعارك الحسكة ومعارك ريف حلب ومعركة تحرير مطار منغ وحصار سجن حلب المركزي وتحرير إدلب المدينة وجسر الشغور وما حولها وغزوتي فك الحصار عن حلب المدينة ومعارك ريف حماة والساحل وكل ذلك يعود إلى فضل الله وتوفيقه وكانت مشاركاتنا بحسب الوسع والطاقة وعلى قدر ما آتانا الله من حول وقوة وإمكانيات نسأل الله القبول والدوام. أما عدد الشهداء فقد أكرمنا الله بأن قدمنا مئات من الشهداء والجرحى وما خلت فترة إلا وارتقى منا شهداء أو أصيب منا جرحى ننشر بعضها ونتكتم عن بعض لخصوصيات الإخوة وأهليهم، ومع هذا فإننا نحرص كل الحرص على سلامة جنودنا المجاهدين الذين هم رأس مال جهادنا السني وأخذ الأسباب لذلك دون أن يتحول ذلك إلى سبب في تعطيل الجهاد، وإن اختيار الله تعالى واتخاذه لبعض إخواننا شهداء –نحسبهم- فإن ذلك فضل الله ونعمته يتمناه كل مسلم صادق.
س3. لماذا تعاني الجماعة مِن نقص في المال والامكانيات حاليا؟
جواب السؤال الثالث:-
من سنة الله سبحانه أن يبتلي عباده بشيء من النقص في الأموال والأنفس والثمرات، ومن طبيعة الجهاد أن فيه تمحيصا للأنفس، وقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخشى على أصحابه الفقر لكنه يخشى عليهم فتنة المال، وبسبب تسلط اليهود والنصارى على بلاد المسلمين ومن ورائهم العملاء من الحكام المرتدين وأذنابهم المنافقين فإن القبضة الأمنية تمنع أهل الإسلام من الإنفاق في سبيل الله بما يرفد الجهاد ويقويه فإنهم في حرب على الإسلام تحت شعار محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه فإذا ضعف جانب إنفاق أهل الإسلام ورضخوا لإجراءات أعداء الإسلام وبخل بعضهم وشح بأن يقرض الله قرضا حسناً ليضاعفه الله لهم اضعافا كثيرة أثّر ذلك سلبا دون شك على أوضاع المجاهدين وحجم نشاطاتهم، وفي المقابل ما اختارته الجماعة لنفسها وثبتت بفضل الله عليه هو الاستقلالية التامة وعدم ارتهان قرارها للدول والجهات المشبوهة من الداعمين كي لا ينحرف مصير الجماعة و رايتها وجهادها وأن يبقى نقيا خالصا لله وابتغاء رفع كلمته لتكون هي العليا. وكنا ومازلنا حريصين على أن لا يدخل علينا ما هو حرام أو مشبوه لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. ومن خلال التجربة أيضا فقد ثبت لدينا عدم جدوى المشاريع التجارية بما يدر على الجهاد بسبب الملاحقات الأمنية وصعوبة المتابعه والمحاسبة ومع محدودية الغنائم كعائد مالي على الجهاد فهذه الأمور وغيرها أثرت على الوضع الاقتصادي للجماعة، ومع كل هذه الأمور لم نستسلم بحمد الله ولم نترك أو نتقاعس، ونسأل الله أن يزيدنا من فضله وأن نستمر في جهادنا كما بدأنا إلى أن يهيئ الله للأمة كيانا سنيا حقيقيا يجتمع عليه أهل الصلاح من أهل العلم والمجاهدين وسوف نكون جزءا منه بإذن الله دون شروط أو قيود إذا ضمنا و وثقنا أن الأمر على مرضاة الله ومؤيد من العلماء الربانيين.
س٤. ما هو تقييمكم للوضع العام في الساحة الشامية اليوم؟ يقول البعض ان الجهاد تعطل بسبب الاتفاقات الدولية على منطقة إدلب. ما رايكم عن هذا الكلام؟
جواب السؤال الرابع:-
الجهاد ماض إلى يوم القيامة وأدلة ذلك في الشرع لا تخفى، والواقع يؤيد ذلك، وإن صعود وتيرة الجهاد أو عكسه شئ طبيعي فإن الحرب سجال وخسارة معركة أو الانسحاب من بقعة جغرافية لا يعني نهاية الجهاد. وإن شرارة الجهاد التي توقدت في أرض الشام المباركة لن يطفئها أفواه الكفار ونفخهم على نور الله، والاتفاقيات الدولية على أمور الجهاد عموما والشام خصوصا دليل على استشعار الخطر من حركة الأمة و جهادها فهم يكيدون لأهل الإسلام وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون بإذن الله. فهم أضعف من أن يغالبوا الله وأوليائه الصالحين من أهل الجهاد ولن تسبق مشيئتهم مشيئةَ الله عز وجل ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن من حكمته تعالى امتحان وابتلاء أهل الإسلام ليتميز الخبيث من الطيب ومن حكمته تمحيص أهل الايمان قبل محق الكافرين. فالسعيد والموفق من كان من هذا الركب دون إفراط أو تفريط، والمغبون والمخذول من تخلف دون عذر شرعي حقيقي.
س5. في الفترة الاخيرة شكلتم غرفة عمليات مع اربعة فصائل. لماذا لا تندمجون مع غرفة عمليات الفتح المبين مِن اجل توحيد الصفوف؟
جواب السؤال الخامس:-
لا نجاوب نتحفظ عن الاجابه.
س٦. بالنهاية ماذا تريدون أن تحققوه على الارض بالضبط؟ قصدي مثلا هل تتمنون ان استراتيجيا الاستمرار في الاغارات وحرب العصابات ستؤدي الى انهيار النظام السوري؟ لو توضحون الاهداف على المدى البعيد؟
جواب السؤال السادس:-
نحن نتخذ تكتيكات مرحلية بسبب ما تقتضيه كل مرحلة. فالواجب على العبد المسلم أن يبذل ما يقدر عليه خالصا لله تعالى وأن يعد العدة بما يستطيع وإذا صدق أهل الجهاد مع الله وأخذوا بالأسباب الواجبة و الممكنه فحتما ستترتب النتائج على ذلك بإذن الله.
لكن تأخر النصر وتحققه عاجلا أو آجلا فهذا في علم الغيب وتحبه الأنفس البشرية وهو متعلق بمشيئة الله ينصر من يشاء ومتى شاء فالواجب على العبد أداء واجب العبودية والاستجابة لنداء الجهاد والأخذ بالأسباب دون الاتكال أو التواكل فالله سبحانه يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء و هو على كل شيء قدير.
س٧. اخيرا لماذا على المسلمين ان يدعموا جهودكم والجهاد في بلاد الشام بشكل عام؟ يقال مثلا ان جماعة انصار الاسلام اليوم هي عبارة عن عشرات مِن عناصر فقط مِن كردستان العراق. هل هذا صحيح؟
جواب السؤال السابع:-
لابد أن يدرك جميع المسلمين أن المجاهدين اليوم هم يشكلون خط الدفاع الأول عن الأمة في الدفاع عن وجودها ومقدساتها وكسر مؤامرات الأعداء وعلى ضوء هذا فالواجب على كل مسلم قادر مستطيع أن يقوم بالجهاد بنفسه وماله، ونجد في آيات كثيرة أن النفقة في سبيل الله والجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس. فمن يبخل بماله أن يقدمه في سبيل الله كان أشح على نفسه من أن يبذلها في سبيل الله وقد يبتلى بالضد فينفقها في غير ما يرضي الله. ولا يوفق لهذه المواطن الفاضلة إلا من كان بينه وبين ربه من الإخلاص والصدق ما يوفقه لهذه المراتب العالية والمنازل الرفيعة ونحن لانقول بأن الواجب على الأمة أن تدعم الجماعة بعينها فقط لكن الواجب على أهل الإسلام عموما أن يوالي بعضهم بعضا و أن ينصروا دين الله عزوجل و أن لا يخذلوا أهل الجهاد بما يستطيعون.
اما الشق الثاني من السؤال فإن الواقع يثبت غير ذلك فإن جنود الجماعة أكثر من هذا بكثير وهم ليسوا من كردستان العراق فقط بل إضافة للإخوة الأكراد تضم الجماعة مجاهدين من دول ومناطق و قوميات متعددة منهم كثيرون من أهل الشام. والعبرة بالصدق والاستقامة والسعي والبذل بما يستطيعه العبد وبما يتركه من أثر على أرض الواقع.