إنطلاقاً من أهمية رفع الأصوات المحلية في ساحة الوطن السوري تشرفت بإجراء مقابلة مع الصحفي المستقل علي مخلوف بخصوص الوضع الحالي في سوريا. وتم إجراء هذه المقابلة بتأريخ ٢٦ مايو عام ٢٠٢٠.
١. كيف تقيم بشكل عام الوضع الحالي في سوريا اليوم مِن الناحية العسكرية والاقتصادية والمعيشية؟
من الناحية العسكرية هناك هدوء حذر، فرضه قبلاً اتفاق دولي إقليمي ثم أتى وباء كورونا وفرض بثقله على كل الملفات في العالم وليس في سورية وحداه سياسياً واقتصادياً، اما من الناحية الاقتصادية والمعيشية بالإضافة للحرب وتأثيراتها والعقوبات وما تتسبب به، هناك بعض المحتكرين والانتهازيين الذين يستغلون الأزمات لزيادة أرباحهم، هناك ارتفاع جنوني في الأسعار وضعف في القدرة الشرائية للمواطن بشكل كبير
. ٢. على رايك ما هي اسباب الصعوبات في المعيشة حاليا؟ هي نتيجة عن العقوبات الغربية على سوريا او نتيجة عن سياسات الحكومة؟ ما راي اغلب الناس عن هذا الامر؟
لا يختلف عاقلان بأن العقوبات الغربية هي السبب الرئيسي، فالفساد كان موجوداً ، لكن القدرة الشرائية للمواطن السوري كانت جيدة جداً في العام 2010 ، هذا لا يعني أن بعض المقصررين إضافةً للجشعين لا يتخذون من الحرب والعقوبات شماعة لأطماعهم في الثراء الربحي السريع، غالبية المواطنين توقفوا عن التحليل كما كانوا قبل سني الحرب، وباتوا يتحدثون عن همومهم المعيشية ، لا يخلو الأمر من تحميل الحكومة بعض التقصير في بعض الجوانب والمفاصل، لكن من غير العادل أن نرمي كل شيء على الحكومة وحدها كما أنه من غير الممكن أن تكون الحرب والعقوبات هي وحدها السبب في الحالة المعيشية التي وصلنا إليها أيضاً.
٣. طبعا صار كلام كثير عن مسألة رامي مخلوف. ما هي اسباب الاجراءات بحقه على رايك وهذه الاجراءات مبررة على رايك؟
هناك قانون في النهاية، لقد أشيع بأن الرجل نافذ جداً ورسخ ذلك في أذهان الكثيرين، والدولة أرادت أن تقول أن لا أحد يعلو فوقها ، اما الأسباب فهي كالمعلن متعلقة بمبالغ مستحقة، لكن بعض الجهات أخذت القضية إلى غير مكانها وكثيرون ممن يريدون تأجيج الوضع الدالخي السوري اصطادوا بالماء العكر، وللتنويه فإن الرجل ليس لوحده بل تم إغلاق مركز توزيع رئيسي لمنتجات شركة مشوربات غازية يملكها أكبر وأشهر رجال الأعمال في سورية، وقبله تم سحب شركة تكامل من متعهدها وإعطائها لمؤسسة حكومية، وهناك معلومات بأن القائمة لم تنته.
٤. اذا يستمر الارتفاع في الاسعار تتوقع سيكون هناك انفجار شعبي؟
لا أتوقع ستصل المرحلة إلى الانفجار، فعلى الرغم من السخط الكبير مما آلت إليه الأوضاع المعيشية التي لا يختلف عليها اثنان ، إلا أن كثيراً من السوريين يرون المشكلة معقدة، منها ما له علاقة بالحرب والعقوبات ومنها ما له علاقة بالفساد ومنها متعلق بالتقصير أو بعض القرارات الخاطئة بالإضافة لجشع التجار والمضاربين بالعملة، ولن ننسى أيضاً أن تشديد قانون سيزر ضد سورية وشعبها سيبدأ تطبيقه بداية الشهر القادم وهذا سيؤثر أيضاً بشكل كبير على المعيشة والأسعار وتوفر السلع .
٥. ما هي الاجراءات التي يجب على الحكومة ان تتخذها بخصوص الازمة الاقتصادية؟
الدولة فعلياً كما أرى بدأت تتخذ أولى الإجراءات مثل ملاحقة رؤوس أموال كبيرة تترتب عليها أموال للدولة، لكن أيضاً يجب أن تكون هناك حملة لمكافحة الفساد والمحسوبية، وتطبيق القوانين بشكل أكبر دون الالتفاف عليها وإعادة هيكلة العديد من مؤسسات الدولة، فضلاً عن ضبط الأسعار والأسواق ومراقبة التجار وكبار الموزعين والمستوردين ومن بلد المنشأ أيضاً منعاً للتلاعب بالأسعار وتحقيق هامش ربحي كبير.