تقع مدينة سرمين في ريف إدلب وهي حاليا على خط التماس بين الفصائل المسلحة وقوات الحكومة المدعومة من قبل روسيا. وبسبب القصف العنيف من الطيران الروسي والسوري على المدينة نزح كل الاهالي من المدينة وهناك دمار كثير في المدينة. ولكي اسلط الضوء على هذا الامر أجريت يوم الأمس مقابلة حصرية مع رئيس المجلس المحلي لمدينة سرمين.
صورة من يوتويب |
س: ماذا حصل في سرمين في الايام الاخيرة? هل نزح كل اهالي سرمين بسبب القصف هذه الايام?
ج: بالنسبة لسرمين تقريبا من ٤ ايام بدأت نسبة النزوح. وصارت اكبر نزوح البارحة. اليوم في سرمين لا يوجد ولا عائلة. بدأ النزوح من ٤ او ٥ أيام والان نسبته ١٠٠%. انا متصل بالشباب على الأرض لا يوجد ولا عائلة: سرمين شبه خالية حالياً. بالنسبة للنزوح, أصبح اغلب الاهالي التي كانت في سرمين نازحين بدون أغراض وبدون أغراض من أجل تلبية احتياجاتهم بسبب التصعيد الفاجئ الذي صار من يومين: تصعيد هائل وجنوني وكبير جداً. للأسف أغلب الاهالي الموجودة في سرمين والمقيمة هناك ايضاً ,لانه في سرمين كان هناك حوالي ٤٠٠٠ عائلة نازحة (٣٨٠٠ عائلة بالضبط) وحوالي ٤٨٠٠ عائلة مقيمة, أصبحوا نازحين بدون أغراض. يعني نسبة أكثر من ٧٠% أصبحت بدون أغراض.
س: الى اي مناطق ذهب أغلب الاهالي النازحة من مدينة سرمين? هل ذهبوا مثلا الى مخيمات اطمه او مدينة ادلب الى اي مناطق ذهبوا? كيف كانت الحياة في سرمين قبل الحملة الحالية من ناحية الكهرباء والماء ومعاناة الناس في ظل ارتفاع سعر الدولار?
ج: بالنسبة للنازحين: اغلب النازحين ذهبوا الى مناطق قريبة من سرمين لان النزوح حصل في فترة وجيزة وأصبحوا نازحين بدون أغراض فكلهم أصبحوا نازحين في مناطق قريبة: بنش وادلب ومعرة مصرين هذه المناطق. ايضاً مناطق ريف معرة مصرين: كفر يحمول وسرمدا وحزانو. هناك ناس الى غرب ادلب: عندك حوالي ٢٠% من الأهالي في حارم وسلقين وهذه المناطق وعرمناز. وبالنسبة للخدمات كانت جيدة في آخر فترة. المياه كانت مؤمّنة للجميع. كانت هناك كهرباء إشتراكات وطاقة شمسية. وبالنسبة للمواد الغذائية كانت متوفرة وبكثرة وباسعار رخيصة. اما الخدمات الاساسية فكانت متواجدة. كما قلت لك سرمين ما كان فيها أكثر من ٣٨٠٠ عائلة نازحة وكانت المستلزمات مؤمّنة للنازحين. كل شيء مناسب للحياة كان موجود في سرمين.
بالنسبة للوضع الإقتصادي سرمين بشكل عام بلد فقير: اكثر من ٨٠% من الناس تحت خط الفقر. هي فقيرة جداً. وارتفاع سعر الدولار سبب ازمة. أثر على إغاثة بعض الناس وأثر على دخل المتدنين. فحافظوا على انفسهم فإقتصروا على امور الحياة الاساسية غالباً.
س: حسب معلوماتك ما هي نسبة الدمار في مدينة سرمين بسبب القصف الاخير على المدينة? مو هو عدد الشهداء في الغارات الأخيرة في المدينة?
ج: الغارات مستمرة لحد الان. انا اكلمك وهناك غارات. وصلني خبر عن غارة ضربت سرمين وأدت إلى تدمير ٦ او ٧ منزال متلاصقة وحولتهم الى أنقاض في الحارة الغربية بسرمين. الدمار مستمر. بالنسبة للمدة قبل ٤ ايام, صارت نسبة الدمار اكثر من ٢٠%. كان الضرب قوي جدا وكانت هناك براميل متفجرة من السماء. بالنسبة للشهداء والإصابات كانت هناك اسرة باكملها انقتلت ببراميل متفجرة او أحرقت بمحتويات البراميل المتفجرة لان تاثير الدمار كان كبير وادى الى دمار ٥ منازل متلاصقة وكان فيها اكثر من ١٠ أشخاص كلهم اطفال ونساء فقط واكثر من ٢٠ مصاباً. كما قلت لك بسبب مغادرة سرمين بشكل كامل هذه نسبة الوفيات التي حصلت وما كانت اي حالات من الوفيات غيرها. اما الدمار فهو متزايد حتى اللحظة. حاليا سرمين جبهة مباشرة مع النظام هناك عمليات صد ورد بين المعارضة والنظام وهناك راجمات تشتغل وطيران تشتغل. احتمالاً حتى هذه اللحظة نسبة الدمار اكثر من ٥٠% من الدمار. تقريبا في الحارات الجنوبية والغربية و الجنوبية الشرقية نسبة الدمار هائلة واما الحارة الشمالية ومركز المدينة هناك نسبة الدمار حوالي ٢٠%.
س: هل تتوقع انه بامكان الاهالي ان يعودوا الى المدينة في المستقبل القريب او لا?
ج: الاخبار الاخيرة التي وصلتنا انه هناك تقدم نحو سرمين. لا يوجد ارادة قتالية حقيقية. هناك تخاذل كبير. طبعا لا اعرف عن هذا الموضوع. هناك مؤامرات. للاسف الذين يعانون هم الشعب المدني. اليوم فقط الناس التي تغار على بلدها بقيت فيه: فقط هؤلاء ولا غيرهم. لا يوجد فصيل مقاتل او معارضة مقاتلة او احد. اتوقع انها ستسقط ولن تعود الناس اليها ابدا.
س: عندك رسالة للعالم الخارجي بالنسبة لهذا الموضوع?
ج: لا اناشد احد ولا نريد شيئاً من احد. خلص. شكينا وامرنا عائد لله. لا نناشد احد ولا نريد ان نناشد احد لاننا ناشدنا كثيراً في الفترة السابقة و بالعكس يشتغلون ضد مناشداتنا. اليوم كل شخص مدني الاطفال والنساء والشيوخ: ما اتى احد لكي يساعدهم في الجو القارض..