للأسف الشديد لا تزال قيمة الليرة السورية تنخفض, مما أثر على حياة المواطن السوري كثيراً ولا نقدر ان ننكر هذه المشاكل, فأدت إلى مظاهرات سلمية في محافظة السويداء قامت والوكالة السورية العربية للأنباء بتغطيتها. ولكي أسلط الضؤ على هذا الموضوع بشكل موضوعي وأرفع صوت المواطن داخل الوطن السوري أجريت مقابلة مع أبو هادي وهو من سكان منطقة دمشق.
س: على ما يعتقد الشعب ما هي اسباب ارتفاع سعر الدولار؟
ج: اغلب الشعب يعتقد ان سبب ارتفاع الدولار هو العقوبات اللتي تفرضها واشنطن على سوريا ، وعلى كل البلاد التي تتعامل مع سوريا بالإضافة إلى لعبة الاحتكار التي يمارسها بعض التجار واخرها كان الحظر الذي طبقته الولايات المتحدة على المصرف المركزي السوري والذي كملها كان لعبة التجار بالمواد والاسعار بطريقة جنونية وخصوصاً المواد والمنتجات المحلية ونحن نعرف ان سوريا من الناحية الغذائية ، لديها شبه انتاج ذاتي لمعظم المواد الغذائية.
س: هل تعتقد الناس ان الفساد مسؤول عن هذا الارتفاع في سعر الدولار أيضاً؟
ج: لا, لا يعتقد [الشعب] ان الفساد له علاقة بسوق الدولار ، ولكنه من مسؤولية الحكومة والتجار ان يلاقوا إجراءات لموضوع الغلاء ، ولكن ما يحدث اننا لا نلاقي اية إجراءات تذكر. يوجد بعض الإجراءات لكن بصورة صغيرة جداً ولا تتأقلم بتاتاً مع الوضع المعيشي ، بل على العكس ، نجد بعض الساسة والتجار ينفون الوضع المعيشي السيء ويستنكرونه ويدعون ان الوضع بالبلد ضمن السيطرة وانه لا يوجد فقر ولا جوع ، ولكن لما تنزل على الشارع وترى عامة الناس ، ترى هذه الناس عائشة من قلة الموت ولا احد يرضى ان يتكلم خوفاً من ان يصيبه ضرر او سؤ ظن من قبل الحكومة على انه تحريض ، ولكن بالفترة الاخيرة الناس لم تعد تتحمل ابداً ، وصرت ترى الآراء بدأت تخرج.
س: كيف اثر ارتفاع سعر الدولار على الحياة بالضبط؟ قصدي مثلا أسعار البضائع والغاز والكهرباء والماء الخ.
ج: بالنسبة لأسعار البضائع ، فكل شيء غال بدون إستثناء ، ما عدا ربطة الخبز. كهرباء وغاز ومحروقات سببها الفساد والسرقة لسيت له علاقة بالدولار لانها انتاج محلي. فتلاقي الناس تموت لتؤمن جرة غاز على البطاقة ، ووقت تجيء سيارة الغاز ، يصل عدد منها إلى المعارف وإلىالذين تكون لهم الواسطة و....او تناع لناس لتحتكرها وتبيعها بطريقة حرة ، ويصل سعرها إلى ١٥ الف بالأرياف بينما على البطاقة حقها ما يتجاوز ٣٠٠٠. المازوت والبنزين شبه متوفر في معظم المناطق. الماء لا يتأثر أبدا والحمد لله اموره تمامة. ولكن ما قتل الشعب هو الغذاء ناهيك عن اسعار باقي المواد من الكترونيات والبسة ومكملات الحياة من مستلزمات ومنظفات وادوات منزلية و و و
س: ربطة خبز لا يرتفع السعر لان الحكومة تدعمها؟
ج: اي اكيد ، بطبيعة الحال القمح منتج محلي والافران معظمها تابعة للحكومة ولا يستطيع التجار ان يلعبوا بالاسعار.
س: اضافة الى محافظة السويداء هل صارت اَي مظاهرات سلمية بالنسبة للأسعار؟ واذا لم تحل المشكلة ماذا سيحدث؟
: لا اعرف [إذا صارت مظاهرات في مناطق أخرى]. توقعاتي ستحدث ضجة وانفجار شعبي. والله أعلم. لان أينما ذهبت تلاقي الناس تشكي ، وبدأت ترفع اصواتهم ، وخصوصاً بعد صبر على حرب دامت ما يقارب ٩ سنوات ومعظمهم كانوا واقفين مع الحكومة والدولة السورية ، ولكن بالاخر هم الذين جاعوا وهم الذين مرقت عليهم الازمة ، اما الذي سافر ورجع وجمع اموال والذي تاجر بالشعب ولقمته ، فهو عائش ولا يطاله شيء من هذه الازمة ، لان كل المواد متوفرة لكن بأسعار مرتفعة لا تتناسب أبدا ابداً مع دخل الشعب.
س: نعم. والله اشكرك على هذه المقابلة أخي.
ج: حبيبي تكرم ، واجبي تجاه اهل بلدي ان اتكلم عن معاناتهم ، والله يجزيك الخير على مبادرتك. ونحن بالاخر عندنا دولة مقاومة وركيزة رئيسية في محور المقاومة بقيادة الدكتور بشار الأسد ونتمنى ان لا يصير فينا متل غيرنا وتخرب البلد بسبب الفاسدين بالحكومة.
-----------------------------------------------
ملاحظة [بتأريخ ١٨ ينايير عام ٢٠٢٠]: أول إجراء رسمي من الحكومة بخصوص هذا الموضوع
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتشديد عقوبة المتعاملين بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات أو أي نوع من أنواع التداول التجاري اصدر الرئيس الأسد مرسوما تشريعيا بتشديد عقوبة كل من يتعامل بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات أو لأي نوع من أنواع التداول التجاري أو التسديدات النقدية وسواء كان ذلك بالقطع الأجنبي أم المعادن الثمينة. وأصبحت العقوبة بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن 7 سنوات وغرامة مالية بما يعادل مثلي قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو المسدد أو الخدمات أو السلع المعروضة. كما قضى المرسوم بعدم جواز إخلاء السبيل في الجرائم المنصوص عليها في هذا المرسوم التشريعي.