حصلت معركة أشدون في جنوب شرق إنكتلرا عام ٨٧١ ميلادي. في ذلك الزمان تعرضت إنكلترا لغزوات كثيرة على أيادي الفايكنج من إسكندنافيا (شمال أوروبا). وبحلول ٨٧٠ ميلادي سيطر الفايكنج على مناطق واسعة في إنكتلرا على حساب الأنجلوسكسونيين (وهم عشائر جرمانية قد إستوطنت إنكلترا بعد إنسحاب الرومان). طبعا الجدير بالذكر ان اراضي الانجلوسكسونيين ما كانت متحدة في ذلك الزمان وإنما كانت مقسمة في عدة ممالك منها مملكة وسكس.
فبإختصار قاد أيثيريد (ملك وسكس) واخوه ألفريد المقاومة المتبقية ضد الغزاة الفايكنج وإنتصروا في معركة أشدون. ولكن هذا الإنتصار لم يؤد إلى نهاية غزوات الفايكنج (بالعكس بعد أشدون عانى الأنجلوساكسونيون من هزائم أخرى فإنسحبوا إلى جنوب غرب إنكلترا) وإنما هو مهم لانه كان أول إنتصار لألفريد الذي أصبح ملك وسكس وهو معروف بإسم ألفريد الكبير.
وأنا ترجمت مقتطفاً من الوثائق الأنجلوساكسونية التي تذكر المعركة. وكتبت تعليقات على النص لكي يفهمه القارئ أكثر.
طبعا سيلاحظ القارئ ان النص سهل ويستخدم أسلوباً مكرراً.
---------------------------------------------------------
٨٧١ ميلادي: ثم جاء الجيش إلى ريدنغ في أرض الساكسونيين الغربيين, وبعد حوالي ثلاث ليالي وصل أميران إلى المكان. ثم قابلهما الأمير أيثولوولف في إينكلفيلد وقاتلهما هناك وإنتصر. وبعد حوالي أربع ليالي قاد الملك أيثيريد وأخوه ألفريد قوات كبيرة إلى ريدنغ وقاتلوا الجيش. وكان هناك قتل كثير على الجانبين وإنقتل الأمير أيثولوولف, وسيطر الدنماركيون على ساحة المعركة.
وبعد حوالي أربع ليالي قاتل الملك أيثيريد واخوه ألفريد كل الجيش في أشدون. وكان الجيش مقسماً في فرقتين. من جهة كان هناك باخسيغ وهلفدين وهما الملكان المشركان, ومن جهة أخرى كان هناك الأمراء. وقاتل أيثيريد جنود الملكين وإنقتل الملك باخسيغ حيث قاتل أخوه ألفريد جنود الأمراء, فإنقتل الأمير الكبير سيدروك والأمير الصغير سيدروك, إضافة إلى الأمير أوسبيرن والأمير فرانا والأمير هارالد. وتم دحر الفرقتين وإنقتل آلاف, وإستمر القتال حتى حلول الظلام.
وبعد حوالي ١٣ ليلة قاتل الملك أيثيريد واخوه ألفريد الجيش في باسنغ وإنتصر الدنماركيون هناك. وبعد حوالي شهرين قاتل الملك أيثيريد واخوه ألفريد الجيش في ميريتون و كان الجيش مقسماً في فرقتين ودحرا الفرقتين. وإنتصرا لمدة طويلة في النهار وكان هناك قتل كثير على الجانبين. وسيطر الدنماركيون على ساحة المعركة وإنقتل الأسقف هيهموند إضافة إلى رجال طيبين كثيرين. وبعد هذا القتال جاء جيش صيفي كبير.
ثم بعد عيد القيامة مات الملك أيثيريد وهو حكم لمدة خمس سنوات ويكمن جسمه في وينبورن. ثم أصبح أخوه ألفريد أيثولولفينغ ملك الساكسونيين الغربيين. وبعد حوالي شهر قاتل الملك ألفريد كل الجيش بقوة صغيرة في ويلتون و لمدة طويلة في النهار قام بدحره, فسيطر الدينماركيون على ساحة المعركة.
وفي هذه السنة حصلت تسع معارك ضد هذا الجيش في هذه المملكة جنوب التمز, وهذا لا يشمل الغزوات التي قام بها أخو الملك ألفريد وأمراء يعملون بشكل مستقل وخدام الملك فلم تحسب هذه الغزوات. وفي هذه السنة إنقتل تسعة أمراء وملك واحد. وفي هذه السنة عقد الساكسونيون الغربيون السلام مع الجيش.
---------------------------------------------------------
الجيش: كلما ظهرت هذه الكلمة في هذا النص فتشير إلى الغزاة الفايكنج (يعني الدنماركيون هنا). الكلمة الإنكيليزية القديمة هنا هي here, حيث الكلمة fierd (وبإمكاننا ان نترجمها كقوات او جيش) يشير إلى قوات الأنجلوساكسونيين
أرض الساكسونيين الغربيين: يعني مملكة وسكس
ريدنغ: مدينة معلومة في جنوب شرق إنكلترا حتى في عصرنا هذا
وسيطر الدنماركيون على ساحة المعركة: يعني إنتصروا
الملكان المشركان: كان الفايكنج (الدنماركيون) مشركين على النقيض من الأنجلوساكسونيين النصارى.
باسنغ: مكان في جنوب إنكلترا.
ميريتون: في جنوب إنكلترا ايضاً ولكننا لا نعرف المكان بالضبط.
جيش صيفي: يعني جيش لا يمضي الشتاء في البلاد.
وينبورن: مكان في جنوب غرب إنكلترا.
ويلتون: مكان في جنوب غرب إنكلترا أيضاً.