ألذي تابع صفحتي من زمان يعرف حبي للإنكيليزية القديمة. ولكنني لاحظت للأسف عدم الترجمة العربية للنصوص الإنكيليزية القديمة, فأخترت أن أترجم بعضها لكي يتعرف القارئ العربي عليها ويفهم التراث الأدبي القديم للشعب الإنكيليزي.
طبعا تختلف الإنكيليزية القديمة عن الإنكيليزية المعاصرة كثيراً. مثلا تتغير الأسماء بالإنكيليزي القديم بموجب أربع حالات, ويوجد أقسام عديدة لما يسمى بالأفعال القوية ألتي يتغير حرف علتها في الجذر وفقاً للزمن. ويوجد كلمات كثيرة تشابه الألمانية:
أمثال
العربية |
الألمانية |
الإنكيليزية القديمة |
مملكة |
Reich |
rice |
جو |
Luft |
lyft |
ذهاب |
fahren |
faran |
طاعة |
Gehorsam |
gehiersumnes |
وبذلك يرى القارئ الجذور الجرمانية للإنكيليزية
وأقدم لكم ترجمتي لنص قصير بقلم ألفريك وهو كان راهباً في القرن العاشر والقرن الحادي عشر ميلادي. في ذلك الزمان كان بلد إنكلترا تابعاً للكنيسة الرومانية الكاثوليكية ودرس رجال الدين اللغة اللاتينية. طبعا تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية من زمان فدرس رجال الدين الكتاب بهذه اللغة. وفي هذا النص القصير يناقش ألفريك ترجمته لسفر التكيون (أول سفر من أسفار الكتاب المقدس) من اللاتينية إلى الإنكيليزية. ويتضح انه يكره فكرة الترجمة لسفر التكوين. فيظن ان الرجل السفيه الذي يقرأ هذا السفر أو يسمعه يُقرأ بالإنكيليزية سيعتقد انه يجب عليه ان يعيش كما عاش الناس قبل مجيء المسيح والشرع الجديد الذي أتى المسيح وتلاميذه به. فكما يتقسم الكتاب المقدس إلى العهد القديم (يعني أسفار اليهود) والعهد الجديد (أسفار الإنجيل والتلاميذ), فيتقسم الشرع إلى الشرع القديم (يعني الشرع اليهودي) والشرع الجديد (الشرع المسيحي), فيذكر ألفريك ان اليهود رفضوا الشرع الجديد وحفظوا الشرع القديم.
وينتقد ألفريك الكهان الذين لا يفهمون المعنى الروحي في أسفار الشرع القديم ولا يفهمون العلاقة بين العهد القديم وبين العهد الجديد.
بإختصار شديد من الممكن ان نقول ان ألفريك يجسد الذهنية الكاثوليكية في ذلك الزمان, فبشكل عام لم يجرؤ الناس على ترجمة الكتاب المقدس بشكل كامل إلى لغات الناس العاديين إلا بعد قيام التيار البروتستانتي في القرن السادس عشر ميلادي.
--------------------------------------
يسلم الراهب ألفريك على الأمير أيثلويرد بالتواضع. انت طلبت مني, حبيب القلب, ان أترجم لك من اللاتينية إلى الإنكيليزية سفر التكوين. بدا ذلك من الصعب أن أقوم به من أجلك, ثم قلت لي إنه لا يجب علي أن أترجم فصول السفر بعد قصة إسحاق (إبن إبراهيم), لان شخصاَ آخراً قد ترجم لك السفر من قصة إسحاق حتى نهاية السفر. الآن يبدو لي أو لأي شخص خطيراً القيام بذلك, فأخاف: إذا قرأ رجل سفيه هذا السفر أو سمعه يُقرأ, فسيظن أنه يجب عليه أن يعيش الآن تحت الشرع الجديد كما عاش الأجداد في ذلك الزمان قبل إقامة الشرع القديم أو كما عاش الناس تحت شرع موسى. فعلاً عرفت أن كاهناً (وقد كان معلمي في ذلك الزمان و كانت له نسخة من سفر التكوين) كان يقدر أن يفهم اللاتينية بشكل جزئي. ثم تكلم عن الجد يعقوب وقال انه قد تزوج أربع نساء: اختين وخادمتين. قال الحقيقة ولكنه لم يعرف وانا لم أعرف, حجم الفرق بين الشرع القديم وبين الشرع الجديد.
وإذا عاش أي شخص الآن بعد مجيء المسيح كما عاش الناس قبل عهد موسى أو تحت شرع موسى, فليس هذا الشخص مسيحياً وحتى لا يستحق أن يأكل رجل مسيحي معه. إذا يفهم الكهان غير المتعلمين حتى جزأً قليلاً من الكتب اللاتينية, فيبدو أنه من الممكن لهم أن يصبحوا معلمين جيدين, ولكنهم لا يعرفون المعنى الروحي فيها, وكيف كان الشرع القديم يتنبئ بالأشياء القادمة, أو كيف كان العهد الجديد بعد ولادة المسيح تحقيق كل الأشياء ألتي تنبئ العهد القديم بها بالنسبة للمسيح ومختاريه.
يتم تعيين الكهان لكي يعلّموا الناس العاديين. فوجب عليهم الآن أن يفهموا الشرع القديم بشكل روحي وما علّمه المسيح وتلاميذه في العهد الجديد لكي يرشدوا الناس جيداً إلى الإيمان بالله ويكونوا مثالاً حسناً في عمل الصالحات.
وهذا السفر المذكور مكتوب بشكل مختصر في أماكن كثيرة, وبنفس الوقت بشكل عميق من ناحية المعنى الروحي. وهو مرتب كما أملاه الله نفسه على موسى. ولم نجرؤ على كتابة أكثر بالإنكيليزية مما كان باللاتينية. ولم نجرؤ على تغيير الترتيب, إلا إذا لم تملك اللاتينية والإنكيليزية نفس ترتيب الكلمات. والذي يترجم أو الذي يعلّم النصوص اللاتينية بالإنكيليزية, فيجب عليه أن يرتبه لكي تملك الإنكيليزية طريقته الخاصة. إلا, فإن القراءة مضلة للشخص الذي لا يعرف طريقة اللاتينية.
والجدير بالذكر ان بعض الزنادقة قد أرادوا نبذ الشرع القديم, بينما أراد آخرون منهم حفظ الشرع القديم ونبذ الشرع الجديد كما يفعل اليهود. وعلّمنا المسيح وتلاميذه أن نحفظ الإثنين: القديم بشكل روحي والجديد بشكل حقيقي عن طريق الأعمال. خلق الله لنا عينين وأذنين وأنفين وشفتين ويدين وقدمين وأراد إقامة عهدين في هذه الدنيا: القديم والجديد, لانه يفعل كما يشاء نفسه وليس لديه مستشار ولا حاجة لأن يقول أي شخص له: 'لماذا تفعل هكذا?' فيجب علينا ان نخضع إرادتنا لشرعه ولا نقدر أن نخضع شرعه لهوانا.
وأنا أقول الآن إنني لن أجرؤ ولا أريد أن أترجم أي كتاب بعد هذا من اللاتينية إلى الإنكيليزية. وأسألك يا اميري الحبيب أن لا تطلب ذلك مني في المستقبل لكي لا أعصيك ولا أكون كذاباً إذا أفعل هكذا. رحمك الله للأبد.